dimanche 14 décembre 2014

عافاك بغيني ..


أذكر جيدا ذلك اليوم، يوم ذو جو فوضوي ، غيوم هنا ، و شمس تتسلل خلسة بغيت تمرير بعض من أشعتها هناك ، قطراة مطر خجولة تتساقط على لفافتي و ما كتبه لي القدر تذخينه من حشيش في هذا الصباح أو الزوال ، فأنا لم أعد أجيد تماريني الرياضية الصباحية ، فتركت الصباح لأهله ، و سكنت الأوقات كلها ..
على نغمة الولاعة ، و رائحة الحشيش المتتطايرة في كل مكان ، هاتف يرن مرة ، إثنين ... عشراة المراة ، لا بد و أن أحدا يتحداني كي أجيب ، ولكن لا أكثرت ، و لن يغير بمكالمته القدر ، القدر ذلك الكائن العبطي ، بدون حواس و لا عقل ، يستجيب لرغباته كحوان يسير خائفا عند سماعه طلقات بندقية ، يهرول و يركض ، و يصنع تاريخه بخطواته المحفورة في الأرض الخصبة ، و ها هو القدر يجعلني أكتب عنه ، يالا القدر ... رن رن رن ، و مازال شخص ما لم يفهم بعد أنني لا أريد أن أجيب ، أو ربما سجارة الحشيش هاته من جعلني أتفلسف كي لا أجيب .. ركضت عكس القدر خلف الهاتف ، أضغط على الزر مجيبا ، صوت فتاة ما يتسلل في أذني ، سألت من فأجابت بأنها حبيبتي .. آه ، كيف لي أن أنسى حبيبتي و قد زينت الليلة الماضية نافذة المحادثة قلوبا و شعرا ، و كلمات أحبك .. ربما فقط لأنني كنت مخمورا الليلة الماضية ، أو ، لربما لأنني لا أكثرت ..
أنا حامل ... كان لهاته الكلمة أثر كأثر كلمات أمي في الصباح ، لتوقظني من غفلتي و أعي أنني أتكلم في الهاتف مع الحبيبة ، و أنها تخبرني بأنها حامل .. لم أعرف كيف أجيب ، أو بأي كلمات يجب أن أختار بعناية كي لا أظهر إرتباكي ، فهي الآن حامل مني ، حامل و كيف ؟ أذكر أننا مارسنا الجنس /الحب يومين فقط من الآن ، كيف لها أن تكون حاملا و قد إشتريت عازلا طبيا و كلفني هذا تدخين سجارة واحدة فقط ذلك اليوم ، تمالكت أنفاسي و طلبت منها المجئ حيث أنا ، فلربما وجدنا حلا لذلك المخلوق الذي تحمله في أحشائها .. لا أستطيع تقبل فكرة أنني سأصير أبا يوما ما ، أضحك عندما أصل لآخر فكرة تأتيني بخصوص الأبوية ..
أنتظرها ، فموعد وصولها يقدر ب 3 ساعات من الآن ، لذلك لففت سجارة و أخدت أجول في محرك البحث بحثا عن بعض من نظريات فرويد ، حتى وجدتني بين أحضان كتاب في نفسية الأطفال و كيفية تربيتهم ، ، فعرفت حينها الفرق بين متتبعو فرويد و قراء فن التعامل مع الأطفال و تربيتهم ..
ها قد رن جرس الباب ، فتحت الباب ، فوجدتها منكمشة في ثيابها ، نسيت التحية و نسيت جمالها و معناه ، و أخذت أقفل الباب و حملتها على أخصائي لنتأكد من وجود المخلوق أو من عدمه ، جلست واضعا يداي امامي ، تائها بين فكرة و فكرة ، فكرة أسمع فيها صوت الطفل يبكي ، و فكرة أحن فيها لوحدتي التي لن تعود و إن صرت أبا .. و أتذكر جيدا أنني أرتاح حينما أتذكر أنه لا يستطيع لأحد معرفة ما يدور في رأسي في تلك الصالة ، فجأة على أنغام هدوء تلك الصالة ، سمعت خطوات هادئة تقترب ، فأنا أعرف جيدا أن القادم يحمل في نفسه جوابا قد يغير مجرى حياتي أو قد يبقيها على حالها ... تتعالى ضحكات عشيقتي مع الطبيبة ، و سمعت الطبيبة تقول بتعجب : كيف لكي أن تكوني حاملا و أنت لازلت بكرا ؟ بل أكتر من هذا كيف لك أن تشكي في حملك هذا و العادة الشهرية تلازمك ؟ ... فأذركت بأنها لعبة قذرة من لعب الفتياة .. و تذكرت إسمها ، إنها حبيبتي رقم 06 ، فلابذ و أني كنت مخمورا و نسيت بأمر عذريتها و بأنني لم ألمسها حينها ، فقد إكتفيت فقط ببعض الحركات و لمس جسمها ..
تذكرت حينها مقطوعة منتصب القامة أمشي ، و مشيت أدراجي قاصدا قوقعتي ، وضعت يدي في جيبي ، ففتحت أبواب الجنة حينما تلمست ورقة نقدية نويت إعطائها للطبيبة مقابل فحص أم إبني ، و ها هي الآن ، ما هي إلا حبيبتي رقم 06 ، لذا لم أدفع ، و إشتريت علبة سجائر و رجعت أدراجي ، مقررا عدم حلق عضوي الذكري كرمز للتضامن مع ...ضحايا بعض الفتيات ، و أكتفي بقراءة فرويد

1 commentaire :