jeudi 25 décembre 2014

قبلة وطني ..

في مكان ما  يعمه ضجيج السكون و تتوقف فيه عقارب الساعة ، فلا يعرف لا المستقبل و لا الماضي،   في مكان ما من ذلك الممر المظلم أتمشى محذقا في كل ما قد تلمحه عيني من ضباب ،  مسرعا أتمشى و البرد الجارح معلنا إقتراب سقوط مطر في وقت ما من المستقبل ، أو الآن ، أو لربما أحسست فقط بخوف رهيب من  شدة سكونه و ظلامه  كلما خطوت خطوة إلى الأمام ، و كلما فكرت في ما قد يحدث في الخطواة القادمة .
كل ما أتذكر هو إحساسي باللاشئ يغتالني ، و كل ما أتذكر هو يقيني حينها أنني لن أتذكر شئ من ما كان يحدث حينها ، فقد كنت كالمرعوب الذي يبحث عن شئ ما في رعبه ، ولكن كل ما كان يجب علي فعله هو تجاهل الأمر و المشي قدما حتى آخر الممر .. لا أتذكر جيدا كم خطوة كلفني الأمر لأجد شئ ما كنت أحتاجه في ذلك الوقت و المكان ، في ذلك الشعور الذي كنت أخبئه و أسير عليه بخطواتي ، في كل ذلك الظلام و ذلك التهديد من السماء بالمطر ، لمحت عيناي شئ قد أسقط منهما دمعة فرح و أمان إرتياح ، هكذا كان المنظر تحديدا : عشيقان يتبادلان القبل ، يسري الحب في عروقهما و يتنفسان هوائه .. ، لم ألمح جنس العشيقان ولا وجوههما ، فذلك الحب كان كاف لنيل هدوئي المؤقت ، وجعلي مخدرا أمام المنظر متأكدا من كتمان أنفاسي مخافة مني لإزعاج العشيقين ، ولكني أذكر أنني حينها سمعت بكاء أحد العشيقين ، أو ربما هما معا ، و بل رأيتهم يتشاجران أثناء تبادلهم الحب ، و أحدهما قال للآخر أنه يكرهه عندما أخده في حضنه و قبله ... ، فحينها لم أكن أعرف إسما محددا أسمي به ما حدث ، فصرخت محتجا صارخا بحق الحب و كل خير يسري فينا ، متمنيا أن توقظهم كلماتي ، صرخت حتى فقدت في الصراخ الأمل  ، فكان أثر ما رأيت كافيا هو الآخر لكي أقرر الجلوس مرة أخرى ، و هذه المرة سمعت العشيق يهمس في أذن عشيقته في حب و ألم : أعتقد أنني أنزف ، ولكني 
أحبك . ، فأدركت حينها أن العشاق هم أنا و وطني ، لذا جلست منتظرا قدوم وطن آخر أحبه ، أو يحبني بدون أن أنزف ..


4 commentaires :